253 ـ الشيخ حسن البنا ( 1324 هـ ـ 1369هـ ) = ( 1906 م ـ 1949 )

حسن بن أحمد عبدالرحمن البنا الساعاتي. مؤسس حركة الإخوان المسلمين في مصر، والعالم العربيّ والإسلامي. ولد عام 1906، في بلدة فوة بمحافظة كفر الشيخ، ثم نزح إلي المحمودية في محافظة البحيرة ( إحدى محافظات مصر ). أبوه الشيخ أحمد بن عبدالرحمن البنا الساعاتي، مدرس وإمام له مؤلفات في السنة والفقه. بدأ حسن البنا حفظ القرآن الكريم بالكُتَّاب،

ثم تلقى تعليمه النظامي في مدرسة الرشاد الدينية، من سن الثامنة حتى والثانية عشرة، وتأثر تأثراً بليغاً بالشيخ محمد زهران، ثم التحق بمدرسة المعلمين الأولية في دمنهور في عام 1920، انضم حسن البنا إلى بعض الجمعيات الدينية "جمعية الأخلاق الأدبية" وجمعية "منع المحرمات"، ثم انضم إلى طريقة صوفية "الإخوان الحصافية"، وساهم في تأسيس "الجمعية الحصافية الخيرية" لمقاومة المحرمات ومقاومة النشاط التبشيري لإرسالية إنجيلية. وفي عام 1923 التحق بمدرسة دار العلوم العليا في القاهرة وتخرج فيها عام 1927، وعُين بإحدى المدارس الابتدائية في مدينة الإسماعيلية. ومن هذه المدينة أعلن الشيخ حسن البنا تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، في مارس 1928 واختار لنفسه اسم "المرشد العام". وأقيمت في الإسماعيلية أول دار للإخوان، وبادروا إلى إعلان دعوتهم بالدروس والمحاضرات والمقالات الصحفية. ثم نشط لجمع الدعاة بالأقاليم المتاخمة للإسماعيلية في محافظتي الشرقية والدقهلية، وفي البحيرة، ولم يقتصر على دعوة الرجال، فأنشأ في الإسماعيلية ( معهد أمهات المسلمين ) لتربية البنات تربية دينية صالحة. ونقل حسن البنا مدرساً إلى القاهرة عام 1932، فانتقل معه ( المركز العام ومركز القيادة ) ولقي إقبالاً على دعوته في جميع أنحاء مصر، وجميع البلاد العربية. وأصدر صحيفة ( الإخوان المسلمين ) الأسبوعية، واتجه صراحة إلي ميدان السياسة من عام 1938، وأصدر صحيفة ( النذير ) الأسبوعية. وتوسعت حركته كثيراً خلال الحرب، رشح لانتخابات مجلس النواب في 1942 ثم انسحب عندما طلب منه مصطفي النحاس رئيس الوزراء أن يقتصر نشاطه في المجال الدين دون السياسة، وخشي رجال السياسة في مصر اصطدامهم بالإخوان المسلمين، فحاولوا إبعادهم عن السياسة. ووقعت أحداث اغتيال سياسي ونسف للمنشآت العامة نسبت إلي جماعة الإخوان المسلمين، وفي حرب فلسطين 1948 شكل الإخوان المسلمون كتيبة الإخوان.
وفي ديسمبر 1948 لجأ رئيس الوزراء ( محمود فهمي النقراشي ) إلى حل جماعة الإخوان، ومطاردة البارزين من أعضائها، واعتقال الكثير منهم، والتضييق على زعيمهم حسن البنا، فتحولوا إلى خلايا سرية تعمل في الخفاء. وفي عام 1948، اغتيل النقراشي، أمام حرسه وجنوده. ولم يمضِ وقت طويل حتى تصدى للشيخ حسن البنا، ثلاثة أشخاص وهو أمام مركز ( جمعية الشبان المسلمين ) في القاهرة، فأطلقوا عليه الرصاص في 12 فبراير 1949، وفروا، ولم يجد الشيخ حسن البنا من يضمد جراحه، فتوفي بعد ساعتين. أصدر الشيخ حسن البنا مذكرات نُشرت بعد وفاته، باسم ( مذكرات الدعوة والداعية ).